قصة الجني الصغير

 في قديم الزمان ، كان جني صغير اسمه سلمون يعيش في قارورة حبر قديمة

كان قد وضعها أحد التجار علي واجهة محله

ولم يكن أحد ليعرف بمكان وجوده 

فكان سلمون يشعر بملل وسأم لا مثيل لهما

وفي أحد الأيام ، قام الطبيب بشراء قارورة الحبر تلك

ووضعها علي طاولته 

ثم رفع الغطاء فخرج الجني الصغير من مخبئه

وقال

تحياتي لك يا سيدي شبيك لبيك تمن أمنيتك فأحققها لك !

ولكن حذار ، فلن تتمكن من طلب أي شئ آخر قبل مرور عام كامل

فأجاب الطبيب 

آه يا أيها الجني أنا تعس بالفعل

فأهالي هذه المدينة كلهم بصحة جيدة وليس لدي زبون

أتمني أن يمرض أحدهم كي أتمكن من معالجته

فليكن لك ما تريد

وما هي إلا لحظات حتي أحس الطبيب بآلام حادة في معدته

فقال له الجني سلمون

ها أنت الآن مريض

يمكنك معالجتك نفسك

فصاح به الطبيب

يا لك من جني غبي ! 

ورمي الطبيب قارورة الحبر من النافذة

خاف سلمون كثيراً ولكن لحسن الحظ

كانت قارورة الحبر مصنوعة من بلور غير قابل للكسر

وفي ذلك الحين مر أحد البخلاء بالمكان

فالتقط قارورة الحبر وحملها إلي البيت

وقد فرح بها كونها لم تكلفة قرشاً واحداً

وما إن رفع الغطاء حتي ظهر الجني الصغير وقال له

تمن أمنية لأحققها لك

لم يتردد البخيل لحظة واحدة بل قال سريعاً

أتمني أن يملأ منزلي بالذهب من القبو إلي العلية !

وما هي إلا لحظات حتي أمطرت قطع الذهب في المنزل بكاملة

وكاد البخيل يفطس تحت الثقل

وحاول التخلص من سلمون الذي كاد يتسبب بقتله

وبسبب بخله لن يرغب في رمي القارورة بل أعطاها لجارته مقابل كيس من الكرز

وكانت تلك الجارة تهتم بلبسها وأناقتها

ففتحت القارورة وظهر عليها سلمون

وقال 

تمني علي أمنية لأحققها لك

أريد أن أحصل علي أغلي وأجمل عقد في العالم

وما هي إلا لحظات حتي تزين عنقها بعقد من الذهب والماس

لكن العقد كان ضخماً جداً وثقيلاً إلي حد أنها وقعت أرضاً وكسرت أنفها

وكان ينبغي اصطحابها إلي الطبيب

ومن فرط غضبها رمت بالقارورة من النافذة

في تلك الحين كانت أمرأة عجوز تمر بالمكان

فعثرت علي قارورة الحبر ورفعت الغطاء

فظهر عليها الجني سلمون وحياها

مرحباً أنا أجني سلمون

تمني علي أمنية لأحققها لك علي الفور 

إلا أن المرأة العجوز كانت صماء 

فلم تسمع شيئاً مما قال سلمون

فاكتفت بالقول

ما هذا الحيوان العجيب ؟

كم كنت أتمني أن أعثر علي حمار يحمل لي أغراضي

وما هي إلا لحظات حتي كبرت أذنا سلمون

وتحول إلي حمار

غضب سلمون كثيراً

أيعقل أن يتحول من جني إلي حمار ؟

وأراد أن يرفض وضعه الجديد

فكل ما تمكن من قوله

هي هان !

لم يعد بإمكانه حتي أن يتكلم

ولكن ما نفع الكلام ما دامت سيدته الجديدة صماء ؟

لم تكن المرأة العجوز تفهم شيئاً 

لكنها فرحت كثيراً بحمار يحمل لها الحطب

وراح سلمون يقول في نفسه 

حسناً لربما كان الحمار مفيدًا أكثر من الجني في نهاية الأمر