كانت هناك شجرة صغيرة تعيش في سعادة علي حافلة الغابة
وكل يوم كانت صديقتها أماني تأتي لتلعب معها
كانت الشجرة الصغيرة تغني لأماني بحفيف أوراقها
وكانت أماني تحكي للشجرة الصغيرة قصص المغامرات التي تحدث في الحقول البعيدة
وفي يوم من الأيام بينما كانت أماني والشجرة الصغيرة تتحدثان
امتلأت السماء بالسحب الداكنة
وبدأت لارياح تهب بقوة كبيرة وسرعة شديدة
جرت أماني إلي داخل الغابة لتكون في أمان
ولأن الشجرة الصغيرة شجرة
فقد ظلت في مكانها
وطلت الرياح القوية تهب وتهب طوال الليل
وتمايلت أغصان الشجرة الصغيرة من جانب إلي جانب
للأمام وللخلف ولأعلي ولأسفل
وفي الصباح التالي
توقف الريح عن الهبوب
وعادت أماني لتري ماذا حدث للشجرة الصغيرة بعد العاصفة
بدت الشجرة الصغيرة مختلفة
كان كثير من أغصانها مكسوراً ومتدلياً لأسفل
وكان الكثير من أوراقها قد تطاير مع الريح
جرت أماني لتطلب المساعدة
وجاء ساحر الأشجار أحلام وصلاح
يلبيان نداءها
نقر صلاح علي جذور الشجرة وتحسس قشرتها وقال
يا خبر قشرتك دافئة جداً
لكن حذورك قوية
وبعد ذلك
صعد علي سلمه ليفحص أغصان الشجرة الصغيرة
نظر إلي الأغصان من قريب وحركها بلطف
وضعت أحلام أذنها علي جذع الشجرة الصغيرة وقالت
أمممم ! إن لك قلباً رائعاً
قال صلاح
نستطيع أن نعطيك أعشاباً لخفض حرارة قشرتك
لكن لكي نساعدك فعلاً سيكون علينا أن نصلح أغصانك المكسورة
ونقطع الأغصان التي لن نستطيع أن نصلحها
ثم نلفها في أوراق شجرة ناعمة حتي تلتئم أطرافها
قالت الشجرة الصغيرة
إهيئ أنا خائفة
قالت أحلام
ونحن سنساعدك علي التخلص من خوفك
قالت أحلام
ابقي يا أماني قريبة منا حتي تعرف الشجرة الصغيرة أنك معها
وأنت أيتها الشجرة الصغيرة أريدك أن تتخيلي في هذه السحابة العالية صورة تبين شكل الشعور بالخوف
تخيلي لونه وشكله
ركزت الشجرة الصغيرة جداً
وبقت أماني بجانبها
وأخيراً قالت الشجرة الصغيرة
وجدتها !!
قالت أحلام
جميل والآن ياتري ماذا سيكون لون وشكل الشعور إذا كان كل شئ علي ما يرام ؟
فكرت الشجرة الصغيرة وفكرت وأخيراً قالت
أزرق ، أزرق مثل السماء الزرقاء
به سحب كبيرة بيضاء ومنتفخة علي شكل حيوانات
رائع والآن بما أنه يمكنك رؤية أجمل صورة عندك
خذي نفساً عميقاً بطيئاً وتخيلي أن السماء الجميلة تدور حول كل جذعك وأغصانك
إن هذا كأنه نفس سحري سعيد
وعندما أحست الشجرة الصغيرة في داخلها أنها أصبحت أكثر هدوءاً
أعطاها صلاح دواءً خاصا ليساعدها علي الشعور بالراحة والرغبة في النوم
وطلبت منها أحلام أن تتذكر أخذ النفس السحري السعيد
وظلت أماني بجانبها
وبعدها
أزال صلاح الفروع المكسورة بعناية ولف نهاياتها بأوراق ناعمة بيضاء
تماماً مثلما قال من قبل
وخلال الأيام القليلة التالية بالليل والنهار
كانت أماني تحكي القصص للشجرة الصغيرة
كانت تتحدث إليها وهي مستيقظة
وتتحدث إليها حتي عندما تكون نائمة
لأنه كما يعرف الجميع في الغابة
عندما تكون نائما وغارقاً في الأحلام
يمكن أن تحدث أشياء مدهشة
وتطورات مفاجئة
كانت الشجرة الصغيرة تتحسن كل يوم
لكنها كانت لا تزال حزينة
لأنها فقدت فروعها
أحياناً كانت تحس أن الفروع ما زالت في أماكنها
وكانت تسأل
لماذا كسرت فروعي ؟
هل ارتكبت خطأ ليحدث لي ذلك ؟
قال صلاح
أنت شجرة صغيرة رائعة وهذا ليس بسبب خطأ فعلته
وهزت أحلام رأسها وقالت
أنا لا أعرف السبب أيتها الشجرة الصغيرة
كل ما أعرفه هو أن لك جذوراً قوية وقلباً شجاعاً
ويماً ما ستكتشفين عن نفسك شيئاً خاصاً جداً
وفكرت الشجرة الصغيرة
ياتري ما هذا الشئ الخاص
بعد عدة أيام قال صلاح
اليوم موعد إزالة الأربطة
حان الوقت لتري نفسك كما أنت الآن
قالت أحلام
ستجدين أن شكلك أصبح مختلفاً
ولكن من الأهمية ومن الشجاعة أن تري نفسك كما أنت
عندما نظرت الشجرة الصغيرة إلي البحيرة
لم تعرف نفسها
وصرخت لأن كل ما رأته هو الفروع المفقودة
همست أحلام
انظري أكثر في البحيرة أيتها الشجرة الصغيرة
ونظرت الشجرة أكثر وأكثر في البحيرة
وهناك رأت جذعها القوي وجذورها الممتدة السليمة وقلبها الجميل
سألت الشجرة الصغيرة
هل ستعود فروعي في يوم من الأيام ؟
قالت أحلام (( لا ))
لكن أيتها الشجرة الصغيرة
هل ترين الفروع التي بقيت لديك ؟
هذه الفروع قوية وستنمو عليها أوراق وزهور جميلة
وستتحول الزهور إلي ثمار لذيذة يمكنك أن تتبادليها مع كل أصدقائك في الغابة
حفت أوراق الشجرة الصغيرة بسعادة عندما تصورت نفسها في المستقبل
وتساءلت
ياتري هل هذا ما كانت تقصده أحلام عندما قالت
ستكتشفين شيئا خاصا جدا عن نفسك
وبعد أوقات لا تنسي
سعد كل من في الغابة بسماع الشجرة الصغيرة تضحك وتغني مرة أخري
خاصة أماني التي كانت فخورة لأن عندها صديقة فريدة وشجاعة مثل الشجرة الصغيرة