صباح كل يوم ، تخرج السلحفاة رأسها من درقتها
كانت تسير ببطء
تقول
صباح الخير يا شمس
ثم قالت
صباح الخير أيتها السماء الزرقاء
ثم سارت وسارت حتي وصلت إلي الأشجار
صباح الخير أيتها الأشجار الخضراء
ألقت التحية علي صديقها نقار الخشب
صباح الخير يا نقار الخشب النشيط
عندما رأت النهر قالت
صباح الخير أيها النهر
كانت تسير إلي مياه النهر فتسبح فيها ببطء وهدوء
وكانت السلحفاة تستمتع بهذه الأشياء الجميلة
وعلي الرغم من أنها كانت سلحفاة صغيرة
إلا أنها كانت تعرف الكثير وقد رأت الكثير في حياتها
كل يوم كانت تمر بقربها الأرانب مسرعة
وتلقي السناجيب والغزلان التحية عليها بسرعة ثم تركض بعيدًا
أحياناً كانت السلحفاة بالكاد تراهم
ذات يوم القت بأرنب يبحث عن الطعام فقال لها
يا سيدة سلحفاة ، لم لا تحاولين أن تمشي بسرعة أكبر ؟
إن الركض ممتعم جداً حاولي فقد يكون بإمكانك التحرك بسرعة
لم تكن السلحفاة قد تفكر بالركض يومًا
ولم تكن قد رأت سلحفاة تركض
حسنًا قد أكون أنا سلحفاة تركض
حاولت أن تمشي بسرعة أكبر لكن ترسها الثقيل وقوائمها القصيرة منعتها من التحرك بسرعة
قال الأرنب
أعرف أن لكل مشكلة حلاً لذلك يمكنني أن أحد حلاً لهذه المشكلة أيضاً
رأت السلحفاة أنه بإمكانها التحرك بسرعة أكبر إن وضعت عجلات تحت جسمها
لكن كيف ستصنع العجلات ؟
تذكرت صديقها نقار الخشب
فذهبت إلي نقار الخشب وطلبت منه المساعدة
فكر نقار الخشب لبرهة ثم بدأ يعمل
((( طق طق .. طق طق .. طق طق )))
سوي نقار الخشب قطع خشب صغيرة بمنقاره وجعلها مسطحة
رتب كل قطة إلي جانب الأخري وربطها ببعضها البعض مستعملاً نباتات أخري .
وسرعان ما ركب لوحاً مسطحاً يمكن للسلحفاة أن تجلس عليه
ثم أراد نقار الخشب أن يصنع عجلات من خشب الغابة
وأن يضع العجلات تحت اللوح
لمع الخشب ونحته بمنقاره الحاد حتي اتخذ الشكل الذي يريده
ثم وضع العجلات تحت اللوح المسطح وثبتها به
كان قد صنع ما طلبته السلحفاة
طلع الصباح فراحت السلحفاة تنزلق بسرور
ازدادت سرعتها تدريجياً
حتي أصبحت أسرع من الأرنب
كانت تسير بسرعة كبيرة لدرجة أنها لم تستطع أن تلقي التحية علي الشمس
لم تستطع أن تري السماء التي كانت تحبها جدًا
فأثناء القيادة ، كان عليها أن تكون حذرة
مرت بالقرب من الأشجار لكنها لم تتمكن من مخاطبتها
حتي إنه لم يتسن لها إلقاء التحية علي صديقها ولا رؤية النهر
كانت تسير أمام الآخرين
كانت تقود أسرع من الآخرين لكنها لم تكن سعيدة
لم تتمكن السلحفاة من رؤية أي شخص أو أي شئ بدقة
لم تكن أن تسير بسرعة
لكنها لم تكن تعرف كيف تتوقف
وفي هذه اللحظة وصلت إلي منحدر تلة عالية
صعدت التلة تدريجياً فخفضت سرعتها
وأخيراً توقفت بالقرب من شجرة
قفزت السلحفاة عن لوحها
نظرت حولها وارتاحت قليلاً
شعرت بالسرور لأنه بإمكانها أن تسير ببطء من جديد
سارت نحو الشمس لتلقي عليها التحية ولتراقب الغروب الرائع
قبل أن تغيب الشمس